{فَإِنَّهُمْ} أي الأصنام {عَدُوٌّ لِى} العدو والصديق يجيئان في معنى الوحدة والجماعة يعني لو عبدتهم لكانوا أعداء لي في يوم القيامة كقوله {سَيَكْفُرُونَ بعبادتهم وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} [مريم: 82] وقال الفراء: هو من المقلوب أي فإني عدوهم. وفي قوله {عدو لي} دون (لكم) زيادة نصح ليكون أدعى لهم إلى القبول، ولو قال (فإنهم عدو لكم) لم يكن بتلك المثابة {إِلاَّ رَبَّ العالمين} استثناء منقطع لأنه لم يدخل تحت الأعداء كأنه قال: لكن رب العالمين.{الذى خَلَقَنِى} بالتكوين في القرار المكين {فَهُوَ يَهْدِينِ} لمناهج الدنيا ولمصالح الدين والاستقبال في يهديني مع سبق العناية لأنه يحتمل يهديني للأهم الأفضل والأتم الأكمل، أو الذي خلقني لأسباب خدمته فهو يهديني إلى آداب خلته {والذى هُوَ يُطْعِمُنِى} أضاف الإطعام إلى ولي الإنعام لأن الركون إلى الأسباب عادة الأنعام {وَيَسْقِينِ} قال ابن عطاء: هو الذي يحييني بطعامه ويرويني بشرابه {وَإِذَا مَرِضْتُ} وإنما لم يقل أمرضني لأنه قصد الذكر بلسان الشكر فلم يضف إليه ما يقتضي الضر. قال ابن عطاء: وإذا مرضت برؤية الخلق {فَهُوَ يَشْفِينِ} بمشاهدة الحق. قال الصادق: إذا مرضت برؤية الأفعال فهو يشفين بكشف منة الإفضال {والذى يُمِيتُنِى ثُمَّ يُحْيِينِ} ولم يقل إذا مت لأنه الخروج من حبس البلاء ودار الفناء إلى روض البقاء لوعد اللقاء. وأدخل (ثم) في الإحياء لتراخيه عن الإفناء، وأدخل الفاء في الهداية والشفاء لأنهما يعقبان الخلق والمرض لامعاً معاً. {والذى أَطْمَعُ} طمع العبيد في الموالي بالإفضال لا على الاستحقاق بالسؤال {أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى} قيل: هو قوله {إِنّى سَقِيمٌ} [الصافات: 89] {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ} [الأنبياء: 63] {هذا رَبّى} [الأنعام: 67] للبازغ هي أختي لسارة، وما هي إلا معاريض جائزة وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار، واستغفار الأنبياء تواضع منهم لربهم وهضم لأنفسهم وتعليم للأمم في طلب المغفرة، {يَوْمَ الدين} يوم الجزاء.